اعتمد جبران في كتابه دمعة وابتسامة فن المقالة، أي البحث الموجز الذي يناول بالعرض والتعليل قضية من القضايا... وقد تناول بالفعل قضايا مختلفة، لا يربطها رابط إلا التعبير عن حالات جبران النفسية، وظروف حياته الاجتماعية التي كانت في بداءة تحسسه الحياة، دمعة وابتسامة، وهو لا يشكو حالته صراحة، بل يفلسفها راضياً، فلا يبدل أحزانه بأفراح الناس، لا يريد أن تتحول كآبته، فتصير ضحكاً، وكل ما يتمناه أن تبقى حياته دمعة وابتسامة "ومعه تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها، وابتسامة تدنيني من أبناء يجدني وتكون رمز تمجيدي الآلهة... الكاتب بمقطوعاته الكثيرة، أشبه بالشعر المنثور الذي ضمنه جبران آراء الخصوصية في الحب واشعر، والنفس، والجمال ومسيرة الأمم، والغنى والفقر، والحكمة والصداقة والحقيقة والخيال، ومياه الأكواخ والقصور والمستقبل... وجبران في هذا الكتاب، شاعر حالم قلق يحمل في لا وعيه بذوراً مستقبلية ستنمو ذات يوم لتعطي ثمارها ناضجة في كتابة "النبي".
Share message here, إقرأ المزيد
دمعة وابتسامة