ينظر المؤلف إلى قصص الأنبياء ليس باعتبارها حكايات دينية فحسب، بل كخطّ حضاري ممتد يكشف تطوّر الوعي الإنساني وتجدده في مواجهة الظلم والانحراف.
يستعرض الكتاب حياة الأنبياء منذ العصور الأولى، مركّزًا على أدوارهم في إصلاح المجتمعات وبناء منظومة القيم الروحية والأخلاقية التي شكّلت الوجدان الإنساني. ويربط المؤلف بين رسالات الأنبياء ليبرهن على وحدة الرسالة الإلهية وهدفها الدائم في ترسيخ الحق والحقيقة. كما يتناول الظروف التاريخية المحيطة بكل نبي، ويدرس التفاعلات الاجتماعية والسياسية التي أثّرت في مسار الدعوة، ليصل إلى قراءة تتجاوز السرد التقليدي نحو فهم أعمق لموقع الأنبياء في التاريخ البشري.
بأسلوب يجمع بين العمق والتحليل، يسعى علي الخطيب إلى تقديم رؤية تجعل تاريخ الأنبياء مرآة للإنسان المعاصر، ودعوة لاستلهام قيم المجد الروحي والإنساني التي شكّلت جوهر الرسالات السماوية.