إن جديد الكتاب، ليس الإضافة المعرفية التي تضيء على المخفي من النص فحسب، بل هي إعادة تشكيل لمنظومة فكرية تعتمد على البناء الهندسي - الفكري، حيث تمت إعادة تناول المنظورات السياسية والاجتماعية الكامنة في المفاهيم العميقة وبطون المعرفة. وذلك في المعالجة من خلال مضامين الفقه وإعادة إنتاجها. فلقد توغلت النظريات السياسية السابقة في عرض المساحات التنظيرية المشتركة بين الفقهاء والعلماء والمفكرين، فيما مقتضى البحث يستدعي الإضاءة على الخصوصيات الكامنة داخل المجتمع والدولة. لقد ولّد الحراك السياسي والاجتماعي العام في هذه المجتمعات ظروفاً كشفت عن مدى اهتزاز أو ثبات بنيتها الاجتماعية والثقافية والفكرية. إن صلب الخلافات ليس في الثقافة، لأن جوهر الثقافة هو في البحث الدائم عن المختلف والاختلاف. وإلا كيف نفسر الاجتهاد في الفكر الاسلامي، أليس الاجتهاد الجديد إضافة مختلفة عن اجتهاد سابق؟ من هنا، كان هذا الكتاب.