دب القلق وأخذ يمخر في غياهب نفسيتي المتلكئة, تأملت الساعة
مضى من الوقت ثلاث ساعات, وبقيت واحدة... متى تنقضي تلك
الكيلومترات..؟ قتلني الانتظار, خوفي من اللقاء يوهن قوتي, أشعر بأن الجميع يستمع لدقات قلبي المجنونة, كلهم يفهمون همسات خاطري, أشقائي, وزوجاتهم والأطفال, والدي ووالدتي.. ليتهم يصمتون, ثرثرتهم تسبب لي التوتر. كلهم جذلون بتلك الزيارة, كأنهم يعلمون بقصة عشقي ويزفونني إليه, ولو علموا بقصة حبي لو أدوني حية.. بلا أسف علي, شقيقتي الوحيدة التي تعرف بعض من سري؛ أقله, وليس أكثره. بدأت عوالم الميناء تتضح, صارت الرياض خلفنا والشرقية أمامنا, وتحقق الحلم. عمت الفوضى المكان من صراخ الأطفال, وثرثرة الرجال, وهمهمات النساء, الكل مدهوش ومشغول البال, منجذبين بكل حواسهم, فرحين بما تتمتع به شقيقتي من رفاهية ورغد العيش, تسللت من بينهم متمسكة بكفها أجذبها معي نحو غرفتها و وجنتاي تصطبغان بحمرة قانية.. يكسحني الخجل: هل هو هنا..؟