هذا الكتاب هو ثمرة اشتغال طويل للمؤلف على مؤلَّفات الفارابي في ميدان الموسيقى، كما إنه امتداد طبيعي لاهتمامه المتواصل بالتراث الموسيقي المنبثق عن الحضارة العربية الإسلامية في شرقها وغربها. ليأتي اسهامه هنا على شكل إضاءات إضافية، يحاول من خلالها تعميق التأويل عوض الاقتصار على شرح المَتْن وترجمة معانيه، ومن خلال ما توصّل إليه الفارابي، يفتح أحمد عيدون المجال أمام تأصيل النظرية الموسيقية العامّة، وتصحيح بعض المغالطات التي نشأت حول الموسيقى العربية، بفعل الانفصام الحاصل بين العلوم النظرية وواقع الممارسة العملية.
يبدأ الكتاب بالتذكير بسيرة الفارابي، حياته وتفرّغه للتحصيل العلمي والتآليف، وما هي آثاره بصفة عامّة في الفلسفة وتوابعها. ثمّ ما هو تأثيره عند تلاميذه ومعاصريه، وكيف استمرّت أفكاره عند التابعين في المجال العربي الإسلامي، كما سيتّضح بعد ذلك أن كتاباته رغم ضياع الكثير منها قد وجدت لها صدى عند مفكّري غرب أوروبا منذ القرون الوسطى. مما سيقود نحو ضرورة التطرّق لمعالم منهج الفارابي واستعماله لأدوات التحليل والتركيب والاستدلال المنطقي. وذلك ما سنجده كذلك بصفة مفصّلة عبر الأمثلة التي سنباشر شرحها في مَتْن كتاب الموسيقى الكبير. ثم يختتم الكتاب باستخراج كافّة المصطلحات التِّقْنِيَّة، والذي يبلغ عددها 678 مصطلحاً.
Share message here, إقرأ المزيد
الفكر الموسيقي عند الفارابي مع ملحق معجم مصطلحات الموسيقى عند الفارابي