تعتبر فكرة (الإمام المهدي) من صميم الإسلام وإن النصوص المعتبرة لدى المسلمين على إختلاف مذاهبهم تتحدث عن أن مستقبل البشرية إلى خير وأن الظلم إلى زوال وأن (المهدي) من ولد فاطمة يخرج ويملأها قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً؛ ولكن الخلاف قد نشب بين المسلمين حول أن (المهدي) ولد ويعيش حتى يوم خروجه أو سيولد قبل أن يظهر إلى الملإ بفترة من الزمن!؟...
ولذلك، تصدَّى العلماء في كل مكان وزمان ومن على المنابر وبطون الكتب وصفحات الجرائد للإجابة على ذلك حسب قدراتهم العلمية والظروف الإجتماعية، وقلّما نجد أن أحداً من المفكرين المحققين إستطاع مثل السيد محمد باقر الصدر أن يتناول الموضوع بأبعاده الإجتماعية والفلسفية والتربوية والنفسية ويعالج كل الشبهات والمناقشات من منطلق علمي موضوعي قابل للإستيعاب والفهم في هذا الكتاب الصغير في حجمه والكبير الواسع العميق في محتواه ومفاهيمه.
