يواجه العديد من الأفراد في عصرنا هذا صوراً شتى من الضغوط النفسية في حياتهم، نتيجة الظروف الحياتية والمعيشية التي تنهك كاهله، أو المشكلات الأسرية والعائلية أو التنافس المحموم في محيط العمل والخلافات التي تضعف الاتصال والتواصل البشري بين الأفراد، وغيرها من التحديات الصعبة التي ويواجهها الفرد في حياته.
إن الحقائق مروعة، فقد فاقت الضغوط كل حد وأصبحت تشكل المشكلة الصحية الأكثر في الولايات المتحدة، وريما في العالم أجمع، فما بين 85%و90% من حوادث الصناعة لها علاقة بالمشكلات العاطفية.

من جانب آخر تعد الضغوط مفتاح النجاح والتفوق وحافزاً إلى الإنجاز، فالطلاب يقيسون مستوى مذاكرتهم لدروسهم بمستوى الضغوط التي يشعرون بها من جراء هاجس امتحان قادم، ويسجل الرياضيون أرقاماً عالمياً تبعاً لضغوط التنافس الحاد بينهم، ورجال الأعمال يمكنهم تحقيق أضخم أرباحهم وإنتاجهم تبعاً للضغوط الناجمة عن إدراكهم بأن هناك على الدوام احتمالاً لسقوطهم على وجوههم. لذا فقد جاء هذا الكتاب ليساهم في التعرف على مصادر الضغوط النفسية وأسبابها والطرق والوسائل الفاعلة في علاجها لتحقيق ما يسمى بالرضا الوظيفي والاستقرار في العمل والحياة الاجتماعية التي يعيشها الفرد.