ظلم النحو العربي ظلماً شديداً حينما شاع القول إن النحو صعب لا يفهم ولكن الحقيقة أن شأنه شأن العلوم الأخرى التي تحتاج إلى دراسة جادة ومزيد عناء، فالصعوبة فيه حالة طارئة وخارجة عن طبيعته، ومن المتعارف عليه أن قواعد النحو وأحكامه إنما وضعت لغاية، هي تقويم اللسان عند الكلام، وتقويم اليد عند الكتابة، ليكون ما يقال وما يكتب جارياً وفق نواميس العربية الفصيحة، وقواعدها الميسرة لتبقى اللغة العربية حية على مر الزمان على الصورة التي نزل بها قول الله تعالى في كتابه الكريم.
فليس دراسة النحو من أجل النحو ذاته، أو لاستظهار قواعده وحفظها، وإنما وسيلة ضرورية لإتقان المهارات القرائية والاستماعية والتعبيرية، فالنحو لم يكن يوماً علماً مستقلاً عن اللغة، وإنما هو من صلبها وأساسها، ونحن أحوج ما نكون إليه. خاصة وأن اللسان العربي قد أصيب بالعجمة والابتذال وذلك نتيجة اختلاط أهل اللغة بغيرهم من الشعوب الإسلامية غير العربية، وكذلك نتيجة الغزو الثقافي الشامل الذي مارسه أعداء الإسلام على البلاد العربية الإسلامية.
Share message here, إقرأ المزيد
القواعد الأساسية للغة العربية