الشيء الأكيد أن نصوص سيرين حسن السردية بشتى أنساقها النوعية، هي بعيدة عن مدارات الوجع العضوي، ففي "ابتسامة وجع" تقدم المؤلفة رؤيتها الفريدة للألم الإنساني، في محاولة لفهم ماهية الألم/الوجع، فالألم هو غير الذات الموجوعة، الذات هنا، هي الوعي بالألم. "اقتربت منه بخطوات خائفة، تذكرت كل ماضِ أليم عشته، تذكرت كل ماضِ أليم عشته، تذكرت لومي له، كل ألفاظ سيئة قلتها بحقهِ، فكرت في سرقة أقلامه والأوراق من جيبه الرث، لا بد أنها مخبأة تحت المعطف. ربما لو نزعت المعطف يموت من البرد، أم أقطع رأسه؟ قد يمضي في الكتابة حتى دون رأس! إذاً أقطع يده، أجرده من أقلامه، هذا هو انتقامي. اقتربت حتى سمعت صوت تنفسه الثقيل، احترت هل أناديه؟ أم أضع يدي على كتفه؟ أصرخ بوجهه؟ أم أضرب رأسه بحقيبتي؟ تقدمت باتجاه وجهه كي أراه بوضوح، رأيت... لا شيء! فراغ أسود يسبح في المعطف! مددت يدي برعب، لا شيء في غطاء الرأس، فراغ! لامست يدي المعطف فسقط أرضاً وتلاشى...".بناء على هذه الحوارية المفترضة بين الأنا الساردة وإبدالها التخييلي يمكن اعتبار السمة المؤلفة لدفقات الوجع، والدامغة لإيقاعه في النص هي سمة ماهية/ذاتية، يدركها المتلقي عبر أفكار وتأملات ومواقف ألمية يتم التعبير عنها عبر رؤية فردية، تستمد وقعها من الطبيعة المعقدة للكائن البشري.تضم المجموعة (23) قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "فصيح"، "السن القانوني"، "ذبح طفولة"، "زواجة سهلة"، "صُعيب"، "عيد سعيد"، "فقط أحببت"، "بث مباشر"، "الشرع حلل"، "ذو المعطف الطويل"، "موت أمنية"، "رجل في السادسة"، (...) وقصص أخرى.