لا أرغب في الكتابة إلا وأنا في وضع قابل للإنفجار، فرسية الانفعال أو اللإنقباض، في ذهول متحول إلى هيجان، في جو انتقام تُحلُّ فيه الشتائم محل الصفعات واللكمات. يبدأ الأمر عادة هكذا: رجفة خفيفة لا تلبث أن تشتد شيئاً فشيئاً، مثلما هو الشأن بعد شتيمة تلقيناها دون أن نرُد عليها. العبارة تساوي الرد المتأخر أو الاعتداء المُرجأ. أكتب كي لا أقع في رد الفعل المباشر وكي أتجنب أزمة. العبرة تنفيس، ثأر غير مباشر يحققه من لا يستطيع أن يصبر على إهانة وليس له غير الكلام كي ينتفض على أشباهه وعلى نفسه.