في هذا الكتاب الثاني من "دين الحياء" يُطبّق الفيلسوف المرموق طه عبد الرحمن نظريته الإئتمانية على المجتمع المعاصر الذي بات يُعرَف بإسم "مجتمع الصورة"، والذي يواجه ثلاثة تحديات أخلاقية كبرى هي: "التفرُج"، والتجسُس"، والتكشُف"؛ فقد جعلت هذه التحديات الناتجة عن طغيان الصورة "الإنسان المعاصرَ" يدخُل حالة يسميها هذا المفكر المجدّد "حالة الخيانة" إذ أخل بواجبه في حفظ القيم الأخلاقية؛ فيتعيَّن العمل على إخراجه منها إلى "حالة الأمانة" التي تُحوّل المتفرّج إلى "مُشاهد"، والمتجسّس إلى "شاهد"، والمتكشّفَ إلى "مَشهود"؛ ويرى أن إسهام المسَلمين، إنطلاقاً من دينهم، في نقله إلى هذه الحالة المطلوبة قد يتخذ طريقين اثنين: أحدهما، "الطريق الإئتماري" الذي يتصدى لها بإعادة "روح الحياء" إلى النفوس، بانيا على "مبدإ الشاهدية الإلهية".
Share message here, إقرأ المزيد
دين الحياء - الجزء الثاني : من الفقه الائتماري إلى الفقه الائتماني