يستيقظ في منتصف الليل على إثر طيف أمه الذي عبر منامه القلق, يجتاز الممرات النعتمة بأقدامه العارية, يقف أمام غرفتها ويفتح بابها الموصد, فينساب الضوء من فتحة الباب عاكسا ظل قامته الصغيرة, حتى يلامس حلفة السرير العريض الذي يتوسطها مدثرا بالصمت والعزلة, خالٍ كسرير في غرفة شاغرة يترقب وصول وافد جديد. يشعل أحد المصابيح الخافتة في الزاوية, فيسقط ضوؤه الباهت في أطرافها الباردة كابيا وحزينا. يقف أمام خزنة الملابس الخشبية التي تحتل مساحة من جدار الغرفة الشمالي, يفتح درفتيها بخشوع, فتصدر فواصلها صريرا حادا له صوت السواني عند نزع المياه من آبار جبال السراة العميقة.
Share message here, إقرأ المزيد
شرفات الحصون