العنوان الأساسي لهذا الكتاب هو "تناسق الدرر في تناسب السور"، غير أن المحقق قد آثر تغيير العنوان وذلك ليكون أقرب إلى الفهم وأيسر للكشف عن المضمون المادة، التي جاءت ساعية لإلقاء الضوء على أسباب ترتيب سوء القرآن، كما هي مرتبة في مصحف عثمان بن عفان. وهكذا جاءت مادة الكتاب موزعة على ثلاثة عشر فصلاً بحيث في الموضوعات التالية: بيان مناسبات ترتيب سوره، وحكمة وضع كل سورة منها، بيان أن كل سورة شارحة لنا أجمل في السورة التي قبلها، وجه اعتلاق فاتحة الكتاب بخاتمة التي قبلها، مناسبة مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له، وذلك براعة الاستهلال، مناسبة أوائل السور لأواخرها، مناسبات ترتيب آيات، واعتلاق بعضها ببعض، وارتباطها وتلاحمها وتناسقها، بيان أساليبه في البلاغة، وتنويع خطاباته وسياقاته، بيان فواصل الآي، ومناسبتها للآي التي ختمت بها، مناسبة أسماء السور لها، بيان وجه اختيار مرادفاته دون سائر المرادفات، بيان القراءات المختلفة، ومشهورها وشاذها، وما تضمنته من المعاني والعلوم، فإن ذلك من جملة وجوه إعجازه، بيان وجه تفاوت الآيات المتشابهات في القصص وغيرها بالزيادة والنقص، والتقديم والتأخير، وإبدال لفظة مكان أخرى ونحو ذلك.