... كان "بارك" في غمرة تحرّره، كان يستشعر سعادة صمّاء، فهو منذ الآن يشارك، على قدم المساواة، الناس الآخرين في هذه الحياة، في هذه الشمس، في حق الجلوس هنا تحت عريشة ذاك المقهى، إنه يحتفل بإنسان حر، أراد أن يحسّ الجميع هذا الشعور، شعور الفرح بالحرية... لكنه أُحبط بعد أن لاحظ، أن أحداً لم يأبه لوجوده، حتى النادل، فقرّر الذهاب مع رفيقه إلى مكان آخر، وصعدا نحو "القصبة" حيث هرعت إليهما الراقصات البربريات الصغيرات.
أبدين من العذوبة الأليفة ما جعل "بارك" يميل إلى الظن أنه على وشك أن يخلق خلقاً جديداً: إنهنّ، هنّ، اللواتي كنّ يرحبن به على عتبة الحياة من غير أن يدرين أنهنّ يفعلن ذلك، أخذنه من يده يقدّمن إليه الشاي بظرف ولطافة، ولكن مثلما كنّ يفعلن لو أنه كان شخصاً آخر.
وأراد "بارك" أن يروي قصة بعثة، كنّ سعيدات من أجله لأنه هو كان في سعادة، وأضاف وفي نيته أن يستثير إعجابهنّ ودهشتهنّ: اسمي هو...
Share message here, إقرأ المزيد
أرض الرجال