لبنان يفتقر إلى دولة قادرة وعادلة. ولكن هذا المطلب يجب أن يصرفنا عن مطلب لا يقل عنه أهمية هو تنمية رابطة المواطنة بين أبناء الشعب الواحد.
لا وطن من دون مواطنة، فالوطن إنما يعيش ويبقى في ضمائر أبنائه. نحن نزعم أننا شعب واحد، إلا أننا في سلوكنا بمثابة قبائل، وقبائل العصر تُسمى طوائف. نحن في ما يشبه جاهلية العصر الحديث.
ليس في العالم لعبة بلا قواعد، اللهُم إلا اللعبة السياسية في لبنان. بتنا نحسد الغاب على شريعته. حتى الغاب له شريعة.
في لبنان الكثير من الحرية وإنما القليل من الديمقراطية: فالديمقراطية نظام وثقافة، ولبنان يفتقدها إلى حدٍ بعيد في وجهيها.
بيننا وبين الديمقراطية الصحيحة مسافة العصبيات الفئوية وثقافة الفساد المتفاقم وانشغال الناس بشجونهم عن قضاياهم.
إن انكشاف لبنان على الأزمات الوطنية المتعاقبة هو شاهد على افتقار النظام السياسي فيه إلى الديمقراطية الفاعلة. فلا أزمات وطنية في كنف ديمقراطية سليمة.
بوجود هذا العدد من الطوائف في لبنان، فالطائفية سيف ذو ثمانية عشر حدّاً، كيفما ضربتَ به أثخنتَ جسم الوطن الصغير بالجراح. الدين رسالة والطائفية عصبية. لذا فالأديان تجمع أمّا الطائفية فتُفرّق.
يا أهل هذا الوطن وهذه الأمة، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نتخلى عن وحدتنا الوطنية ولا نتنكر لعروبتنا.
Share message here, إقرأ المزيد
تعالوا إلى كلمة سواء