نفذفي الثمانينيات الميلادية كانت الثقافة والرياضة تسيطران على المشهد في السعودية. كانت الثقافة شغفًا، والكتاب جليسا، والمثقفون نجوما.
كانت رايات التيارات الثقافية تصطخب بعشوائية في المنصات الفاعلة وقتها; الصحف والندوات والنوادي الأدبية والجامعات، وكانت كل جهة تتبنى تياراً بعينه من حداثة مفرطة وأدب تقليدي وأدب إسلامي. كانت الساحة عبارة عن حداثة مفرطة، شعرا وقصة قصيرة، في مقابلها بدء مرحلة الأدب الإسلامي وروافده «الصحوية» التي نجحت في اكتساح المشهد الثقافي والاجتماعي لنحو ثلاثة عقود.
هذه المقالات هي رصد لهذه المرحلة من زاوية الكاتب، وهي الآن تاريخ من رحلة ثقافية جينية في السعودية أجهضت قبل ولادتها، لكنها كانت حلما للجميع وطموحا للشباب هي مرحلة اختلطت فيها الأجيال عمرًا وتوجها، تشترك في نواياها الحسنة، وحماسها المعرفي دون أن تعرف لها وجهة واضحة أو تبني مساراً متناميا، لكنها لولا خذلان الزمن، لربما كتبت تاريخا ثقافيا مختلفا في السعودية.