لك كانت أولى سنواتي الدراسية الجدية، ذلك أن الـ"ليسه فرانسه" في نيويورك مختلفة كل الاختلاف عن المدرسة الفرنسية في بكين. مؤسسة متكلفة الرقي، رجعية المبادئ، تزدري المؤسسات التعليمية الأخرى. فيها مدرسون متعجرفون يفهموننا كيف ينبغي لنا أن نتصرف بوصفنا نخبة.
كنت لا أبالي بترهات كتلك الترهات. وكانت حجرة الصف مكتظة بأولاد يثيرون في نفسي الفضول فلا أكف عن مراقبتهم بكثير من الدهشة. غالبيتهم من الفرنسيين وإن كان في عدادهم بعض الأميركيين لأن ارتياد الـ"ليسه فرانسه"، في نظر أهل نيويورك، يمثل ذروة الترقي الاجتماعي. لم يكن بين التلاميذ أي بلجيكي آخر. ظاهرة خبرتها بشيء من الفضول في أنحاء أخرى من العالم: إذ لطالما كنت التلميذة البلجيكية الوحيدة بين أترابي، الأمر الذي جعلني عرضة لفنون متنوعة من السخرية كنت أنا أول المستمتعين بطرافتها...
Share message here, إقرأ المزيد
بيوغرافيا الجوع