سلسلة روائع أقوال المعصومين اهتم الإمام الباقر كأشد ما يكون الإهتمام في تربية الشيعة وتهذيبهم، وقد وحه لهم النصائح الرفيعة والتعاليم الكريمة التي يجب أن يسيروا عليها ويقتدوا بها. وأثرت عنع وصايا كثيرة، وجه بعضها لأبناوه، وبعضها لأصحابه وهي حافلة بالقيم الكريمة، والمثل العليا، وزاخرة بآداب السلوك، والتوجيه الصالح الذي يصون الإنسان من الإنحراف.
إنّ للحكم والأقوال التي ينطق بها كبار الرجال والمصلحون، أهميّة كبرى في حياة الأمم التي تنشد الرقي، لتمهّد لنفسها الطريق إلى السعادة، فالحكم التي يوجهها المصلحون بما يتعلّق بمقتضيات الأمور الإجتماعيّة، والإقتصاديّة، وبكل شيء يمت إلى حياتهم التي يحيونها بصلة، إنّما هي سجل خالد تتلخّص فيه الشخصيّة وتتبلور فيه الأخلاق والخصائص الفرديّة والإجتماعيّة.
إنّ أولئك المصلحون والمرشدون في كلّ أمّة وفي كل عصر يدلون بحكمهم وإرشاداتهم لا يرومون من ورائها إلاّ سعادة المجتمع الذي يعيشون فيه، فهم ينيرون الطريق بشعلة من الأفكار؛ ليوجهوا الناس إلى مناهج الحياة الصحيحة، والإبتعاد عن مهاوي الجهل، ومخاطر الفساد.
وللرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام تراث فكري وثروة كبيرة من الحكم الأخلاقيّة تعد في الواقع أعظم أثر من آثار دعاة الإصلاح، وقادة الخير والرشاد، فهم لا يهدأون لحظة عن الإرشاد إلى طاعة الله تعالى، ولا تفوتهم فرصة يرجون فيها تنظيم العلاقات الإجتماعية وتهذيب النفوس من كل ما يؤدّي إلى قطع تلك الروابط بين أفراد المجتمع.
وعلى أي حال فإنّ الرسول وأهل بيته عليهم السلام ووصاياهم تشرق على وجه الزمان إلى آخر الزمان.