تقديم ليس من السهل الإحاطة مختلف جوانب الحياة الأولى لإنسان المشرق العربي القدم بعد أن فصلت عنها آلاف السنين . لكن الأبحاث التخصصية المتنوسمة والمتطورة باستمرار ، أعطتنا ما يكفي من المعلومات لفهم الخطوط العريضة لتلك الحياة على أكثر من صعيد . و هكذا بتنا نعلم الآن أن الإنسان الأول في المشرق القديم قد عاش ولزمن طويل جداً معتمداً على التنقل والنقاط الخيرات البرية والصيد . ثم ومنذ حوالي الألف العاشر ق . م الميلاد حصل تحول جذري في حياة هذا الإنسان الذي بدأ بالبناء والاستقرار في أماكن محددة ، إضافة إلى ممارسة الزراعة وتدجين الحيوانات . لقد كان هذا التحول من الأهمية بمكان مما دفع بعض الباحثين للتحدث عن ” الثورة الزراعية ” التي أظهرت المكتشفات أها حصلت في المشرق العربي القديم قبل أية منطقة أخرى في العالم لم تقتصر إنجازات الثورة الزراعية على المجال الاقتصادي فحسب بل طالت الميادين الاجتماعية ، والدينية والفنية وبصيغ وأشكال متنوعة . وهكذا فقد أعصى الإنسان اهتماماً ملحوطاً للجوانب الروحية في حياته ، بالتوازي مع اهتمامه بالأمور المادية والاقتصادية . لقد كانت الفنون والمعتقدات إحدى تحليات هذا الاهتمام . وتعتبر التماثيل الصغيرة ، الامي ، وخاصة تلك التي جسدت بالدرجة الأولى الأشكال الإنسانية ، تليها الدمى الي شخصت الحيوانات ، الشاهد المادي المباشر والأكثر دلالة وتعبيرا عن تلك الفنون والمعته ات .