البنيوية التكوينية، ظاهرة منهجية تبلورت بشكل أساسي على يد لوسيان غولدمان، تحاول أن تحلل البنية الداخلية لنص من النصوص رابطة إياه بحركة التاريخ الإجتماعي الذي ظهر فيه، وخاصة في كتابه "من أجل سوسيولوجيا للرواية" وكتاب "الإله الخفي" وبها فتح غولدمان آفاقاً جديدة لفهم النص الأدبي أو الفلسفي، وأدت إلى اكتشافات مهمة غفل عنها النقد التقليدي، الذي عالج المواضيع نفسها خلال عشرات من السنين، إن لم نقل خلال قرون برمتها.
من هنا تأتي الحاجة للعودة إلى منهج "البنيوية التكوينية" وعرض ما اشتغل عليه غولدمان في مختلف تأملاته في الفن والأدب، لقراءة أدبنا العربي القديم منه والحديث، والذي يعتبره مؤلف الكتاب الدكتور جمال شحيد "منهج جديد يؤدي إلى اكتشافات متميزة تقود في النهاية إلى فهم جديد لتراثنا الثقافي، ينتسخ فيه عدد كبير من المقولات المتحجرة التي تتكرر ببغاوياً على ألسنتنا..." لذلك كله يرى المؤلف أن المنهج التكويني (تكوينياً كان أم شكلانياً) يخوَلنا الوصول إلى فهم جديد لتراثنا فاختار لنا بعض النصوص المعبرة، التي ترجمها من مختلف أعمال غولدمان، كي يحتك القارئ العربي والباحث في التراث والأدب والفن عموماً مباشرة بممثل البنيوية التكوينية –غولدمان- لما لها من أهمية في الثقافة السائدة والتغييرات الحاصلة والتطور التاريخي للأعمال البشرية.
يقسم الكتاب إلى قسمين: جاء القسم الأول بعنوان: من الجزئيات إلى النظرة الشمولية، أما القسم الثاني فجاء بعنوان: نصوص مختارة من أعمال غولدمان، نذكر منها: سوسيولوجيا الأدب، التشييء، قصيدة القطط لشارل بودلير، والوصية النظرية لغولدمان... وغيرها.