مؤلف الكتاب العلامة السيد سليمان الندوي أحد كبار علماء ندوة العلماء وأستاذ العلامة الشيخ إبن الحسن علي الحسين الندوي. وقد تميز هذا الكتاب بدراسة تميزت بتحقيق علمي وبدراسة تاريخية لحياة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت مدرسة علمية عظيمة لكبار الصحابة رضي الله عنهم الذين كانون يستفيدون منها في جميع المسائل العلمية والقضايا الدينية، وكانوا يراجعونها في كثير من الأحكام الفقهية الدينية، لأنها كانت ذات رسوخ وتفقه فيها. ومن هنا كانت شخصية أم المؤمنين مصدراً كبيراً للعلم والدين، كما وعلوم الكتاب والسنة، وكانت تتميز بالورع في بيان الآراء الذاتية، فكانت أمينة سر النبي صلى الله عليه وسلم في جميع جوانب الحياة، وحافظة لأحاديثه صلى الله عليه وسلم التي سمعتها وروتها. وإلى ذلك فقد سلط المؤلف الضوء على حياة أم المؤمنين متحدثاً عن مكانتها العلمية والحديثية والفقهية، مبيناً بصيرتها الدينية، وتوجيهاتها في المسائل والقضايا الحيوية، ولم يترك شيئاً مما تميزت به شخصيتها أو ما إقتضت به إلا وتحدثا عنه وبما كانت تتمتع به من الروئ الصالحة والنظرة العميقة في الشريعة الإسلامية، فضلاً عن حديثه حول ما أودع الله فيها من براعة علمية، وذكاء خارق، وحبٍ عميق خالص لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حرصها الشديد على إتباع تلك السنة، وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية على حياة المسلمين على المستوى الفردي كما الجماعي، في جميع مجالات ومناحي الحياة. وأخيراً يمكن القول بأن ما يتميز به هذا الكتاب هو أسلوبه، وتميزه في البيان والوضوح في جميع المناحي التي عرضها في سيرة أم المؤمنين عائشة.