يقدم دراسة معمقة لظاهرة "ما بعد الحقيقة"، وهو موضوع راهن يثير أسئلة مقلقة حول مفهومه، مظاهره، نتائجه، واستجابات الإعلام والجمهور وردّات الفعل الوطنية والدولية تجاهه، وآفاقه المستقبلية. ويتناول الكتاب إشكالية اللغة والمفاهيم، محلِّلًا القديمة منها كالكذب والحقيقة والتضليل، والحديثة، الأميركية النشأة كـ "ما بعد الحقيقة" و"الأخبار الزائفة" و"الوقائع البديلة"، ويسعى لتعريفها في سياقاتها المتبادلة. ويستنتج أن الحقيقة مرتبطة بالفلسفة ونظرية المعرفة، ويوضح علاقتها المركبة بالاتصال، حيث يمكن وسائل الإعلام أن تخدمها أو تتنكر لها.
ويتناول المؤلف الجانب التطبيقي، باستعراضه ستة أمثلة لتمظهرات ما بعد الحقيقة: السياسة (ارتباطها بالانتخابات الشعبوية وتراجع الديمقراطية)، الاقتصاد (اعتماد الرأسمالية على التضليل الإعلاني)، العلاقات الدولية (الحروب المعنوية ونشر الأخبار الزائفة)، العلم (التشكيك في الحقائق العلمية)، الثقافة (استغلال النسبيّة والتعددية ثقافيًا وسياسيًا)، والرقمنة (دور شبكات التواصل في نشر الأخبار الزائفة