لقد أعلن انهيار جدار برلين، نهاية الاتحاد السوفياتي، رسمياً، كما نهاية نظام القطبين، ومستتبعاته، في العالم. وانتقل العالم من برودة الحرب الباردة، إلى حمّى التحولات الكبرى لرسم الصورة الجديدة التي ستحل محل الصورة التي بدأ رسمها في الحرب العالمية الأولى، واكتملت في الحرب العالمية الثانية، حيث كان طموح العرب آنذاك، متأثرين بالأفكار القومية، هو بناء الدولة العربية، هذا الحلم الذي أجهضه حاملو لوائه ممعنين في قتله حتى عند الشعوب العربية التي آمنت به.
الآن يعلم احتلال بغداد تأسيساً جديداً لتحولات كبرى تمس العالم عموماً، وكلنها تمس العالم العربي خصوصاً. فقد صار ينظر إلى الحلم العربي بتحرير فلسطين من الاحتلال ضرباً من التفكير غير الواقعي، ويأتي احتلال العراق ليطرح أسئلة أخرى.
العالم يتغير، العالم يتحول، الأفكار، التكنولوجيا، المفاهيم، التحالفات، السياسة، الاقتصاد... النظرة إلى الماضي، قراءة الحاضر، آفاق المستقبل... أين نحن من كل ذلك؟
ذلك هو مدار هذا الحوار الذي تبدلت أسئلته أكثر من مرة في ضوء سرعة هذه التحولات.