لقد أظهرت الأحداث التاريخية بمختلف جوانبها الدور المهم الذي مارسه عدد من المسلمين وبقومياتهم المختلفة لاسيما ممن عملوا في البلاط المغولي سواء في عهد جنكيز خان أو في عهد خلفائه، لاسيما أن معظم هؤلاء كانوا من سكان البلاد التي خضعت للاحتلال المغولي، ونظراً لما كان يتمتع به هؤلاء من فكرٍ إداري وسياسي وعسكري ثاقب، لهذا سعى جنكيز خان وخلفاؤه إلى تقريبهم منهم وأولوهم اهتماماً كبيراً لغرض الإفادة من قدراتهم الإدارية والسياسية والعسكرية، وأعطوا اهتماماً اكبر لمن كان يتمتع منهم بمواهب علمية وفكر ثاقب وإلمام بعلومٍ شتى ، وبمن يتقن لغاتٍ عدة. ولهذا شهد البلاط المغولي تقدماً ملحوظاً في المجالات كافة، وهذا يعود بالتأكيد لجهود عددٍ من الموظفين ممن كانوا يعملون في أركان الدولة المختلفة، لهذا لا نستغرب كثيراً من القرارات التي كان يأمر بها جنكيز خان، أو خلفاؤه لتعيين ،أو تولية عددٍ من هؤلاء في اعلى وظائف الدولة ، مثل الوزارة أو الولاية، بل انه اتخذ عدداً منهم مستشارين له لإدراكه بقدراتهم ولثقته برأيهم وكان معظمهم من المسلمين.
