كاتب الدراما إنسان في ساحة المعركة، سلاحه ثقافة واسعة محصنة بالمنطق والحنكة، ودراية بالنفس البشرية. لديه قدرة على المراقبة وتنمية الذاكرة بعناصر (سمعية أو مرئية) منتقاة من الحياة والطبيعة. يمزج بمهارة خصوصية حضارته بمضامين عصره. يضخ في الثوابت ديناميكية الجديد لتستمر. لاتنفصل هذه المسؤوليات عن معالجة القضايا الإنسانية الشمولية.
مادته -الدراما- مدخل إلى معرفة الإنسان وحقيقته: مكنونات الذات البشرية المعقدة، تشخص تجربة معينة: ظروفها، أسبابها، دوافعها الخارجية التي تحيط بالفرد أو الداخلية وتنبع منه وتؤثر في قراراته وأفعاله وهي تحدث وتتطور وتنكمش على الخشبة أو الشاشة. والمسرح، وكل شكل درامي، هو، تحديداً، المكان حيث ينبغي على الفكر أن يعثر على جسده، مادته ترسم هوية الحاضر وتقرأ المستقبل.