لا تستمد الحركة الوطنية المغربية دلالتها الكاملة إلا من حيث طموحها لتشييد نظرية شاملة في كلٍّ من الدولة والمجتمع في المغرب الجديد.
وكتاب النقد الذاتي يطرح سؤال النظرية في لحظة تاريخية حاسمة من أطوار المغرب المعاصر، لحظة تحمِلُ في جوفها همومَ التحرُّر والتحديث معاً.
لا غروَ أن الأسئلة التي تطرحها القضايا التي تتعلّق ببناء المغرب الجديد، مغرب الإستقلال، تتعدّد وتشابك غير أنها ظلّت دوماً تحوم حول قضيتَين محوريتَين: الحرية والحديث، والأسئلة الأساس عند علال الفاسي في هذا الكتاب أربعة.
يتعلّق السؤال الأول بطبيعة الدول التي يتعيّن على مغرب الإستقلال أن يكون تجسيداً لها، ويتصل السؤال الثاني بنوع المجتمع الواجب تشييده.
ومدار السؤال الثالث هو النحو الذي يتعيّن أن يكون عليه الإسلام الواجب إتباعه، وأما السؤال الرابع فهو سؤال الثقافة من حيث إنها التعبير الأسمى عن كلٍّ من الدولة والمجتمع والدين في المغرب الحديث.
سعيد بنسعيد العلوي