إن التراث الذي تركه سييبويه لا يغفل عنه أي مطلع على علوم اللغة، ذاك لأن كتابه غير مسار النحو الموثق، وصنع له مساراً مهما تمثل في إنجاز الجزء الأهم من عملية التفكير المتعلقة بنقل الكلام المحكي إلى قواعد. ولا شك في أن هذا التراث الضخم الذي خلفه لنا سيبويه يغري أي باحث في مجال النحو، ليعيد التنقيب في مواضيع بعينها من كتابه القيم، ليتم تسليط الضوء عليها والاقتراب منها، سعياً إلى استخلاص نتائج جديدة في تلك المواضيع.. ولعل هذا هو السبب الرئيس في وضع هذا البحث الذي يدرس أحكام الوجوب في كتاب سيبويه، دراسة تهتم بالنصوص، وارتباطها بتكون القواعد والأحكام".