دراسة عن قيام دولة الإسلام في المدينة المنورة، وتنظيم هذه الدولة وتطورها وتوسعها، وتثبيتها في شبه الجزيرة العربية، في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وما هو وثيق الصلة بها مما حدث في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ولا يشمل هذا الكتاب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل جانب من جوانبها الغنية، الحافلة بالمعاني والأبعاد، بل يقتصرن اختياراً، على جوانب معينة ترتبط بإقامة الدولة وتنظيمها وما يتصل بها من شؤون العباد والبلاد.
لم تقتصر الدراسة على سرد الأحداث السياسية والوقائع الحربية، كأحداث ووقائع معزولة، بل أدرجتها في الأوضاع العامة القائمة وربطتها بها، وأظهرت ما لقبته المشكلات الاجتماعية والإدارية والأخلاقية المطروحة آنذاك من معالجة. مع إشارة مهمة مضمونها: أن المؤلف قد أجتنب المبالغات التي وقع فيها بعض المؤرخين المتأخرين، والتوجهات المقولبة التي حاولوا إسقاطها على هذه الحقبة المجيدة من تاريخ الإسلام. وكان رائده: أن يعرض الحقيقة كما تثبتها الوثائق التي بها يكتب التاريخ. وإذا كانت الوقائع التي وصفها المؤلف في كتابه وقائع معروفة، في كثير منها، فإن ما يضفي على عرضها من الأهمية إنما هو توثيقها وتنزيلها في سياق عام شامل ترسمه حياة المسلمين في الحقبة التي يتناولها الكتاب، وما تتكون منه هذه الحياة من عوامل دينية واجتماعية وسياسية.
هذا الكتاب يشكل وثيقة للمؤرخين، ومرجعاً للباحثين وأساتذة الجامعة والطلاب.