لقد أحسن المؤلف اختيار نماذجه، فقدّم باقةً متنوعةً من قضايا شهيرة، ذات مدلولات، تؤدي غايةً مزدوجة: توثيق المعلومة بالوقائع، وإبراز مطالب الأفرقاء بالمرافعات، وما آلت إليه من أحكام.
من فضائل الكتاب أنه يعود إلى المرافعة، في زمن تقلّصت حدود الكلمة لتحلّ مكانها اللائحة والمذكرة، والمطالب المختزلة على المحضر، ما يدّع مجالاً للسؤال: هل أن الكتابة تغني عن النبرة الحية أمام القوس؟ وإستطراداً... هل أن الذي لا يسعه أن يسمع، مستعدٌ حقاً لأن يقرأ؟ وإلى أي حدّ يمكن تقليص مفهوم مبدأ "شفهية المحاكمة"؟...