وجدتُ حياة لوركا مع الإبداع متصلة منذ طفولته إلى مقتله، إذ لم يتوقف يوما واحدا عن العمل والإنتاج، يكتب ديوان الشعر ثم المسرحية، ويعود للشعر ثم المسرحية، وهكذا. ولذا لم يكن من المناسب فصل سيرته عن أعماله، كما جرت عادة المؤلفين حين يكتبون عن شاعر، فيجعلون فصلا، أو بابا لسيرته، ومثلهما لشعره. فحياة لوركا هي شعره، وشعره هو حياته.
ولما كان هذا الكتاب يعرض لسيرة لوركا، من ولادته إلى إعدامه، وهي رحلة حياة حافلة بالإبداع؛ جعلت من الكتاب مرصدا يتتبع خط سير هذه الرحلة. وقسمته إلى مراحل بدلا من فصول.
راجيا أن يجد القارئ العربي المتعجل، وغير المختص في الكتاب تعريفا شاملا بلوركا وحياته وإبداعه، وأن يجد فيه المختص، والنَّهِم ما يحفزه لمزيد من البحث والقراءة.