بين التنازع ، بمعنى التجاذب والحنين والمغالبة، وبين النوازع بمعنى الأمور التي يشتاقها الإنسان ويحنّ إليها، يدور موضوع كتاب "التنازع والتوازن في حياة المسلم" والذي يقدم خلاله مؤلفه الطريقة المثلى لإصلاح النفس، على اعتبار أن إصلاح النفس هدف يرجوه كل مسلم ولكنه دونه عقبات، وأعظم هذه العقبات هي ما كان من داخل الشخص نفسه؛ إذ أن هناك عقبات حسّية ومعنوية، ولكن أعظم هذه العقبات قاطبة، هو ما يصادم الشخص داخل نفسه. فالنفس أمّارة بالسوء، وفيها كثير من الكبر والحقد والرياء والنفاق إلى غير ذلك من المهلكات، فكيف يمكن النجاة من هذه المهلكات؟ الجواب في هذا الكتاب والذي يسلط الضوء على عشرة نوازع في نفس الإنسان المسلم يرغب كل عاقل أن يجمعها، ولكن هيهات أن تجتمع له إلا بتوفيق عظيم. يقول الإمام الجوزي رحمه الله تعالى : "ويندر من الخلق من يلهمه الكمال وطلب الأفضل ، والجمع بين العلوم والأعمال ومعاملات القلوب، ويتفاوت أرباب هذا الحال".
ولشرح هذه النوازع والتوفيق بين بعضها البعض والتوازن والترجيح بينها جاء هذا الكتاب، الذي يشكل إضافة جديدة إلى المكتبة العربية والإسلامية. فهو يشرح أموراً يجدها كل مسلم ملتزم بهذا الدين داعية - على وجه الخصوص - في نفسه حال سيره في دروب هذه الحياة.
يتألف هذا الكتاب من العناوين الرئيسية الآتية: "النوازع وأهمية التوفيق بينها" ، "النوازع ذكرها وبيانها" ، "طلب العلم الشرعي: جوانب التوازن في طلب العلم الشرعي" ، "كثرة العبادة: جوانب التوازن في التعبد" ، "الدعوة إلى الله: جوانب التوازن في الدعوة" ، "الجهاد في سبيل الله: جوانب التوازن في الجهاد" ، "طلب المال: وجوب كون المال في اليد لا في القلب" ، "أسس وضوابط لتحقيق التوازن" ، "مطلب في الترويح والإستجمام وفوائده" ... وعناوين أخرى ذات صلة.