هذا الكتاب حقوقي، وهدفه في فرع من الحقوق، وهو معرفة حق المخالف في الدين، فضلاً عن المخالف في الرأي، ومعرفة هذا من النصوص الشرعية أولاً، وخاصة من القرآن الكريم قبل الأحاديث الشريفة (وإن كنا لم نهمل الأحاديث في هذا المبدأ مما اتفق مع القرآن الكريم)، ولكن يبقى ترتيب المصادر الشرعية يقتضي تقديم الاستدلال بالكتاب الكريم على الأحاديث لاسيما وأن الأحاديث المخالفة لحرية الاعتقاد يخالفها أحاديث أقوى منها فضلاً عن كونها آحاداً ومختلفاً في رواتها، فكيف بمخالفتها القرآن الكريم؟ أيضاً من أهدافه الحث على تدبر القرآن الكريم، وألا يغشينا عنه كثافة المرويات والآراء، فهو ميسر لمن شاء أن يتدبر، وليس لغزاً ولا طلسماً.