نقطة الانطلاق التي يحتاجها كل إنسان، هي التأمل في ملامح شخصيته الأخلاقية، واكتشاف نقاط الضعف والقوة فيها، من أجل العمل على إصلاح الذات، وإعادة تشكيل طبيعتها الأخلاقية، والارتقاء بها إلى مستوى أعلى من الكمال.
إن غفلة الإنسان عن ذاته، واسترساله فيما نشأ عليه وألفه من طريقة حياة، وشعوره بأنه محكوم وأسير للواقع الذي يعيشه، هو ما يحجب عنه التطلع إلى التغيير والإصلاح، ويمنعه من التقدم والرقي.
والمهمة الأساس للدين، ولدعوات الإصلاح الأخلاقي، هي دفع الإنسان للثقة بقدرته على التغيير في داخل ذاته، وفي أنماط سلوكه وتوجهاته. وتحفيز إرادته لاتخاذ قرارات التغيير، ومواجهة تحديات الممانعة وعقبات التنفيذ.
ثم إضاءة الطريق أمام الإنسان لكسب الوعي الأخلاقي، ومعرفة مصاديق القيم الفاضلة، وتطبيقاتها في واقع الحياة.
ويأتي في هذا السياق إبراز النماذج المشرقة ممن حققوا أعلى درجات الكمال الأخلاقي في التاريخ الإنساني، لتكون سيرتهم النقية مصدر إلهام، ودافع تحفيز وثبات، للمتطلعين نحو الكمال، والعاشقين لمكارم الأخلاق.