إن كتاب "المفردات في غريب القرآن" غني عن التعريف، فهو من أهم المراجع اللغوية، وإحدى أمهات الكتب القريبة، ولا غرو في أن من لم يرتشف من صفحات هذا الكتاب يظل ظمآناً إلى شيء من فقه اللغة وفلسفتها… وقد آن لهذا الكتاب أن نختصره كما اختصر من قبله كثير من الكتب العربية المطولة التي ألفت في العصور السابقة. وإذا كنا الآن في عصر لا يستعذب من الكتب إلا أكثرها تخصصا وإيجازاً، فقد كان لاقتصار الراغب الأصفهاني في معجمه على كلمات القرآن الكريم دون غيرها من كلمات العربية توافق مع سمة هذا العصر في الاختصاص، ولكن الراغب - رحمه الله - لا يعتبر بهذا وحده قد خلع عنه ثوب عصره، فقد جاء كتابه مستفيضاً، يخرج بقارئه من اللغة إلى غيرها...