بطريقة لم تعهدها كتب النظرية الاجتماعية، التي عادة ما تطرح نظرياتها تباعاً كالنظرية البنائية الوظيفية ونظرية الصراع والنظرية التفاعلية الرمزية والمنهجية العامية ونظريات ما بعد الحداثة وغيرها، يطرح كتابنا هذا، وهو بقلم أستاذ إنجليزي مبرز اسمه وليم أوثويت، تلك النظريات بحلة جديدة ويبسطها بأسلوب متميز. فهو يركز على مجموعة من المفاهيم المهمة التي عالجها المنظرون الاجتماعيون على مدار أكثر من قرنين وصولاً إلى أيامنا هذه، متتبعاً أبرز علماء الاجتماع الذين تناولوا هذا المفهوم أو ذاك من مختلف الاتجاهات ولسان حاله يقول إن النظريات الاجتماعية تكمل بعضها بعضاً، وتضيئ لنا جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة، بحسب اهتمام كل عالم، الأمر الذي يؤدي إلى إثراء معرفتنا بواقعنا الاجتماعي. ومن ثم فلا داعي إلى التخندق في هذه النظرية أو التحزب لتلك، إن كان رائدنا الوصول إلى الحقيقة الاجتماعية وفهم الواقع خير فهم.