يتحدث هذا الكتاب عن فئة معينة من الناس تساهم في بلورة ظاهرة اسمها التسلط، ويمكن لعملية التسلط هذه أن تكون سبباً رئيساً وراء تقدير ضعيف للذات، وراء عذاب فكري وحزن دائم، وبأخذ هذا الحسبان يمكنك أن تلاحظ أن هذا الكتاب قد يحتوي على بعض المعلومات المهمة جداً والتي يمكن أن تكون قد قرأتها من قبل ومن الممكن أن تغير مجرى حياتك بشكل ملموس.
نساهم جميعاً في إنتشار ظاهرة التسلط في مجتمعنا، لكن واحداً بالمئة من الناس فقد تعمد إلى نشر هذا الشعور بالبؤس لخداع الآخرين والسيطرة عليهم، وعشرون بالمئة يتبعون هذه الظاهرة كإجراء دفاعي شبه واعين لها، وتلجأ البقية منا إلى التسلط أحياناً ويكون عادة عن غير وعي أو قصد، ويمكن أن يظهر التسلط بدرجات متفاوتة وذلك من مجتمع إلى آخر ويكون الأفراد أكثر سعادة في المجتمعات التي تكون فيها ظاهرة التسلط في حدها الأدنى.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتعرضون للتسلط يسمحون بأنفسهم أن يكونوا عرضة له، وهم يتحملون مسؤولية ذلك تماماً مثل المتسلطين، ومن واجب كل امرئ أن يتعلم كيف يميز ويحوَّل أو يزيل أي أثر للتسلط في شخصيته... لو لم ينجح التسلط... لما لجأ إليه أحد...