يسعى لتقديم مقاربات نظرية ومفهومية نقدية للمقولات الأساسية التي شكلت أطروحات المدرسة الواقعية في حقل العلاقات الدولية وفروضها الرئيسة؛ كما يسعى في الوقت نفسه إلى مراجعة وعود المدرسة الواقعية وحدودها في تفسير السياسة الدولية في العالم العربي، سواء تعلق الأمر بحالات من العلاقات العربية-العربية أو علاقات العالم العربي بالقوى الكبرى والقوى الإقليمية. يساهم في هذا الكتاب مجموعة من الباحثين والخبراء في العلاقات الدولية، ما يجعله كتابًا عن المنطقة العربية ومنها.
تضرب المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية بجذورها في تاريخ الفكر السياسي؛ فهي نتاج تقاليد تاريخية وفلسفية طويلة، على الرغم من أن تطبيقها إمبريقيًا في تفسير السياسة الدولية يعود إلى القرن العشرين. وقد تحولت الواقعية إلى تقليد نظري مهيمن على حقل العلاقات الدولية، فما إن يواجه العالم أزمة كبرى في النظام الدولي، أو نشوب حرب دولية، حتى ينبري أنصارها للتفسير انطلاقًا من افتراضات تجعل الدولة مركزًا للتحليل والقوة (خاصة العسكرية) متغيرًا رئيسًا في علاقات سببية يُزعم أنها قابلة للتعميم عبر سياقات تاريخية وجغرافية متباينة. لذلك، يأتي هذا الكتاب في سياق النقاش بشأن مدى قدرة الواقعية على تفسير أزمات المنطقة العربية وعلاقاتها الدولية، لكن ليس من منظور الأدبيات الغربية التي بلورت هذه المدرسة وطورتها، بل من منظور خبرات أكاديمية من المنطقة العربية نفسها.
Share message here, إقرأ المزيد
المقاربة الواقعية لعلاقات العالم العربي الدولية - الوعود والحدود