إن أول تسجيل وجودي تم رصده لوضع الخطة الإستراتيجية كان ما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾... [سورة البقرة: الآية 30]؛ وهي تحتاج العمل على رسم خطة تنموية يغلبها روح الإستدامة، مع ضمان النجاح الأكيد، ولأجل نجاح الخطة الإستراتيجية لا بد من تحقيق عناصرها الأساسية، منها: العمل على وفق مبدأ "الإحتياج الذاتي" لكل شيء يدخل في سياق التفاعل في المشروع، ويدخل فيه العمل على مبادئ القوانين المتحققة في العالم، وهو كما نعلمه لا يقتصر على القوانين المادية فقط، بل هنا قوانين تهيمن على سائر الأشياء، فمن استطاع الوصول إليها، واستلام مفاتيحها فتحت له أبواب الخطة الإستراتيجية الضامنة للنجاح بدجة %100، ومثل هذا الضمان لا أحد يستطيع أن يقدمه لأي أحد سوى "صانع هذا الوجود" الذي هي واقف على كل شيء بتفاصيله الدقيقة.
وهذا الكتاب في الحقيقة يقدم الرؤية القرآنية للإستراتيجية، ويؤكد على أن الوصول إلى مستوى وضع خطط ضمان النجاح ممكن للجميع، حيث أن هذا منوط بالأسباب الموصلة إليه، وهي متوفرة للجميع بلا استثناء، المهم هو أن يوصل الإنسان نفسه إليه.
Share message here, إقرأ المزيد
النظرية الاستراتيجية الإلهية في القرآن الكريم ونماذجها الميدانية