في ساعات الاصيل يجلس على الربوة المعشبة امام منزله المنزوي كعشٍ وحيدٍ في طرف من القرية الخالية، يرسل بصره نحو الوادي الاخضر الممتد بين شاهقين من جبال السراة المنيفة، يتأمل بأسى في الطرقات المقفرة والمزارع المهملة والمساكن المهجورة الغارقة في الصمت والعزلة.
يتذكر سويعات المساء وتلك الوجوه المكتسية بالتعب وهي عائدة من الحقول، وجلبة الأصوات المختلطة بشدو العصافير عند المبيت، فيحس بوحشة طاغية تجيش في صدره وتستبد به.