يتناول الكتاب الشعر في فترة زمنية من تاريخ سلطنة عُمان الشقيقة وهو العصر النبهاني الذي امتد إلى ما يقرب من خمسة قرون – 579ه – 1026ه – وقد اتسم هذا العصر بسمتين متناقضتين ، أولاهما من الناحية التاريخية التي تكاد تكون أهملت هذا العصر أو تجاهلته ، واتهمته بأنه عصر ظلم وانحطاط وتجبُّرٍ للحكام الذين مثّل قدْحُهم وذمُّهم مساحة كبيرة فيما كُتب عنهم .

والسمة الثانية ، هي وصف عصر النباهنة بأنه أزهى عصور الأدب والشعر العُماني ، وذلك ما برز من خلال مجموعة من الدواوين الشعرية الشاهدة – بفضل الجهد المشكور للمحققين – على قوة هذا الشعر وارتباطه بعصور الشعر العربي الزاهية ، ودوره في سد الثغرة الكبيرة التي تركها المؤرخون في جدار التاريخ العُماني ، ومن ثم كانت هذه الدراسة التي تناولت التناص في الشعر العُماني وقد توسلت بالتناص باعتباره وسيلة من وسائل الكشف عما بين النصوص الشعرية من تعالق .

درس الكتاب في فصله الأول عصر النباهنة وأهم الشعراء ، ثم تحدث عن التناص ، وفي الفصل الثاني درس أنماط التناص في الشعر العُماني في العصر النبهاني ، حيث درس التناص مع القرآن الكريم ، والشعر العربي في أسوقته المختلفة : الطلل ، الغزل ، المدح ، والأمثال والأعلام وغيرها من السياقات الشعرية ، ثم كانت الخاتمة التي كشفت عن أهم ما توصل إليه البحث من النتائج .