تنساب كلماته بيسر ممتنع حبلى بالمعنى، مفعمة بعشق المرأة والحرية والإنسان، كائناً ما كان لونه وعرقه وجنسه ومذهبه.

تتدفق أفكاره وذكرياته ومشاعره من القلب إلى القلب من دون عوائق وعُقد، يأسرك هذا الكاهن الثائر المتمرد تمرُّد يسوع على الفريسيين بأسلوبه المعبّر الصادق والوديع، الذي لا يعرف ضغينة ولا حقداً برغم ثورته العارمة على كل سلطة مُكبِّلة لحرية الإنسان وكرامته وذاتيته.

إنه بالفعل تلميذٌ وفيّ ليسوع المسيح - يسوع الإنجيل المتمرد على الدين المؤسسي الرسمي، لا يسوع السلطات الدينية المكبِّلة للعقل والشعور.

يُذكّرك جورج الفار بابن عربي وبأحسن ما في التراث العربي من بُعدٍ تنويري وإنسانوي بكسره الحواجز بين الطوائف والمذاهب والأغراق والأمم والأجناس، لقد تخطى بمعاناته الجوانية وشعوره مع الآخر التحيّزات القبائلية الموروثة جميعاً - الإقليمية والمناطقية والطائفية والجنسوية والطبقية - وأكسبه ذلك تعاطفاً نادراً مع جميع الثقافات والجماعات البشرية، مُعلياً قيمة الإنسان بوصفه إنساناً وبحكم جوهره الإنساني، لا بحكم إنتمائه إلى هذه الطائفة او تلك، إلى هذه القبيلة أو تلك.

إنه يتمرد على كل عصبية ضيّقة وعلى ثقافة الوصاية والتنميط التي ابتلينا بها، بإسم العقل والحرية، حرية الذات وحرية الأمة وحرية البشرية جمعاء.