في فيلم (معنى الحياة) لفرقة مونتي بايثون، هناك مشهد كوميديّ يصوّر اجتماع مجلس إدارة حيث يقول أحد المديرين التنفيذيين إنه أكمل دراسة عن معنى الحياة. فما الإجابة؟ «أن تمتلك مزيدًا من القبَّعات». إنَّ المضحك في الأمر هو في عبثية الاعتقاد بإمكان وجود إجابة قاطعة لمثل هذا السؤال العميق. حتّى إن قدّم المدير التنفيذيّ كومة من عشرة مجلدات سميكة تحتوي إجابته فإنّ المشهد سيظلّ مضحكًا، وحتّى إن قال «السعادة» بوجه جادّ، أو أيّ شيء آخر أكثر معقولية فإنّ المشهد الكوميديّ لن يفقد كلّ روح الدعابة فيه. إذ يبدو أنه لا توجد قطعة ورق أو كتاب أو مجموعة كتب تحوي الحقيقة الكاملة والدقيقة حول معنى الحياة، أو عن الحياة الطيّبة، أو عن أفضل حياة فهل الحبّ شعور فحسب، أو نوع من المتعة، أو أنه خيرٌ مميّز؟ وهل يأتي احترام الذات جنبًا إلى جنب مع امتلاك الهويَّة والتعبير عنها؟ وهل هو ما نحصل عليه عندما نفي بالتزاماتنا الأخلاقية تجاه أنفسنا؟ أو أنه شيء منفصل عن كلّ الأشياء الجيدة الأخرى وذو قيمة في حدِّ ذاته؟