كنت أتمنى أن أقدم مُؤلَّفي هذا إلى ثلاثة، قبل الآخرين: فرج الله الحلو، نقولا شاوي وجورج حاوي، لِعِظَم ما أسهموا به في النضال، وما بذلوه من تضحيات بلغت حدَّ الشهادة.
هدفي من هذا الكتاب، ليس مجرّد متابعة للأحداث، بل رؤية موضوعية ونقدية في آن، تخدم الشيوعيين اللبنانيين في دورهم التاريخي التقدّمي، وتُبرز عوامل الخلل في مسار ما تتطلّبه التطوّرات السياسية العامة. فـ"حركة التاريخ" مرتبطة بـ"حركة الاجتماع"، وهمّ المناضلين إخراج شعبهم من دوّامة الحركة السياسية الاجتماعية التقليدية لأن الشعب يجب أنْ يقرر مصيره وشروط حياته بإرادته الحرة.
لقد فرضت التحوّلات الجديدة متابعة العلاقات البينية بين الأقطاب، الولايات المتحدة الأميركية، روسيا الاتحادية والصين الشعبية على الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والتأثير في نظام العلاقات الدولية بإخراجه من دائرة سيطرة الولايات المتحدة. كما أتى تآلف "بريكس" عاملًا اقتصاديًا – سياسيًا مساهمًا في محاصرة العدوانية الأميركية.
ولأنّ نمط الإنتاج الرأسمالي يسير في وقتنا الراهن، وفق المعادلات النظريّة التي اكتشفها ماركس. والإنتاجية المتعاظمة، في فعلها الجماعي، قوّضت توقّعات طغاة الرأسمال، كان كتابي هذا بحثًا في التطوّرات والظاهرات المجسّدة واقعًا، والمحتملَة مستقبلًا.