لا تزال شعرية شوقي في حاجة إلى البحث والدراسة وإكتشاف جمالياتها الفريدة وتخليصها من التحامل غير الموضوعي والمحاباة غير المبررة.
وقد حاولت في هذا الكتاب التدليل على تعدد أساليب هذه الشعرية التي جمعت في تآلف فريد بين الأسلوب الغنائي والأسلوب الدرامي والأسلوب الملحمي والأسلوب القصصي ورأيت أن أصالة شوقي ومعاصرته تكمن في هذا التعدد تحديداً، ولم يكن همي التنظير فحسب بقدر ما كان التطبيق والمقاربة الجمالية بالإضافة إلى تحديد مفهومي الشعر والشاعر في الإتجاه الإحيائي الذي يمثل شوقي ذروته السامقة، وهو ما مكنني من استكشاف جوانب هذه الشعرية التي غابت عن العديد من المقاربات النقدية السابقة.