صدر حديثًا عن دار جداول في بيروت كتاب “ملاحم الدولة السعودية: التأسيس – الصمود – التوحيد” لمؤلفه اللواء الركن متقاعد خالد المرعيد، الذي يقدّم عملاً بحثيًا وطنيًا يوثق مسيرة ثلاثة قرون من تاريخ الدولة السعودية بقراءة عسكرية وأمنية جديدة.
يتناول الكتاب دور الملاحم والأمن في صياغة التاريخ، مبينًا كيف كان الأمن والاستقرار السياسي ركيزة بناء الدولة السعودية في مراحلها الثلاث، وكيف أسهمت الهوية الوطنية في ترسيخ الانتماء وتعزيز الصمود أمام التحديات.
ويرصد المؤلف الظروف الجيوسياسية قبل التأسيس، ثم ينتقل إلى سردٍ تحليلي للمراحل الثلاث:
• الدولة السعودية الأولى (1727-1818): الهوية كحافز للوحدة والأمن.
• الدولة السعودية الثانية (1824-1891): الصمود وسط التحديات والتهديدات.
• الدولة السعودية الثالثة (1902-…): التوحيد وبناء وطن العز والمجد.
كما يبرز الكتاب عوامل القوة الأمنية والإستراتيجية التي شكّلت صلابة الدولة، بدءًا من الموقع الجغرافي والعمق الاستراتيجي، مرورًا بالتضاريس والمناخ ودورهما في العمليات الحربية، وصولًا إلى التوازن بين الحروب الدفاعية والهجومية.
ويفرد المؤلف مساحة لدراسة معركة استعادة الرياض (1902م) كضربة خاطفة أعادت التاريخ، بجانب أدوار المرأة السعودية في المجال العسكري والأمني مثل غالية البقمية، إضافةً إلى دور الإبل والخيل كعصب المعارك، والشعر والاستعراض الحربي كرافد للروح المعنوية.
الكتاب، الواقع في 284صفحة من القطع المتوسط، مدعوم بالوثائق والصور والخرائط، ويقدّم مقارنات بين الاستراتيجيات السعودية ونظيراتها العالمية الحديثة، ليلقي الضوء على فلسفة القيادة السعودية في إدارة الأزمات وبناء القوة الرادعة تحت شعار: الجاهزية للحرب تصنع السلام.
وفي ختام العمل، يضع اللواء المرعيد بين أيدي الباحثين والقراء إرثًا وطنيًا يوثق الملاحم الكبرى التي صنعت كيان المملكة ورسّخت وجودها، لتبقى مصدر فخر وإلهام للأجيال، وتعزيزًا للانتماء والولاء للوطن وقيادته. وقدقام المؤلف بإصدار هذا الكتاب تزامناً مع مناسبة اليوم الوطني السعودي 95 المجيد