تروم هذه الترجمة أن تكون مصداقاً لقول الراحل عبد الرحيم بوعبيد، في مقدّمة القيّمة لهذا الكتاب: "الفرنسيون الأحرار هم مَن قاموا بإبعاد ابن عرفة عن العرش... بل إن إعلان الحمايةِ استقلالَ المغرب قد تمّ بمشاركتهم الفعّالة، وهذا ما لن ينساه لهم المغاربة أبداً".
وهذا الكتاب وثيقة تاريخية، لا غنى عنها لمعرفة مُلابسات تلك الفترة الحرجة من تاريخ الصراع المغربي - الفرنسي، وما تخلَّله من مواقف للأحرار، جنَّبت الطرفين المتنازعين الدخولَ في نفقٍ مُظلمٍ يصعب تصوّر نتائجه!.
ويسلّط الكتاب الأضواء على مختلف المواقف السياسية التي رافقت محاولات حلّ هذه الأزمة، سواء منها مواقف الأحزاب أم مواقف المقاومة الشعبية وجيش التحرير، ولا سيما تلك المواقف التي تخلَّلت مفاوضات إكس - ليبان التي تمخَّض عنها حصول المغرب على استقلاله، والتي تكلَّلت بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس إلى عرشه، وإلى شعبه المناضل الوفيّ الذي كان في انتظاره.