"لقد جهد غولدمان ومن تأثّر بمنهجه البنيويّ التكوينيّ الذي أتى كردّ فعل نقديّ على البنيويّة أن يُخرِج النّص من عزلته اللغويّة، وأنْ يُقدّمَه خطوة إلى الأمام باتّجاه المجهر الاِجتماعي والنّفسي والواقعيّ، ليكون بذلك يقدّم النّص الإبداعيّ ضمن دراسة واقعيّة فـ ""البنيويّة التكوينيّة"" تسعى إلى إعادة الاعتبار للعمل الأدبيّ والفكريّ في خصوصيّته بدون أن تفصله عن علاقته بالمجتمع والتاريخ."" (غولدمان وآخرون، 1984، ص 7).
سننطلق من خلال ما تقدّم لمعالجة الرؤية إلى العالم وتحوّلها، في المجموعتين الشعريّتيْن ""مديح لمقهى آخر"" (1979) و ""سُرّ من رآك"" (1994)، للشاعر الأردني أمجد ناصر - واسمه الحقيقي يحيى النميري النعيمات (1955-2019م)، الذي يعدّ واحداً من الشعراء العرب المجدّدين في قصيدة النّثر، وهذا ما يؤكده الشاعر سعدي يوسف (1934-2021م( في مقدمته لكتاب ""شقائق نعمان الحيرة"" وهو مختارات شعريّة من أعمال أمجد ناصر الشعريّة، فـأمجد ناصر ""صار يطلّ بموضوعيّة على ميراث الشعر في العالم، ويقارن بين ما نفعله وما يفعله الآخرون من شعراء الأمم الأخرى، معتمداً مدخله الخاص والخصوصي إلى ما نفعله وما يفعله الآخرون"" (ناصر، 2016، ص 8)، وعرف من خلال عدّة مجموعات شعريّة نذكر منها: ""مديح لمقهى آخر"" (1979)، سرّ من رآك (1994)، حياة كسرد متقطّع (2004)، و كتب عشرات المقالات النقديّة ومقالات الرأي وتسلّم رئاسة تحرير القسم الثقافي في صحيفة ""العربي الجديد"" - لندن حتّى وفاته عام 2019، بعد صراع مرير مع سرطان الدماغ، وكان قد اشتهر ناصر بتوثيقه لأيّامه خلال المرض، وكتاباته عن السرطان الذي أخذ منه رفاق دربه"
Share message here, إقرأ المزيد
أمجد ناصر : قراءات في قصيدة الفتى والرؤية