البحث الذي بين يديك، عزيزي القارئ، بحث يمثل حقبة طويلة من تاريخ بلدة قديمة، لاتزال شامخة ومعروفة لدى الباحثين وهذا البحث رحلة استكشاف ومعرفة، قد بذلنا فيه وقتا طويلا، وجهداً مضنياً وطريقا شائكا وصعبا، بشكل لايتصوره البعض والسبب الذي دعاني لكتابة هذا البحث هو ما رأيته وعرفته ولمسته من تاريخ هذه المنطقة، وما شاهدته من ضياع كبير لتراثها، وما قرأته من بعض البحوث السابقة التي تتحدث عن بعض القرى، كل ذلك دعاني -وبكل شوق وإرادة- إلى عمل بحث شامل يختص ببلدة القارة بالاحساء.
وبالفعل توكلت على الله، وكانت بدايتي مع هذا البحث عام 1413ه، عكفت في بداية الامر على جمع مادة الكتاب، وإجراء المقابلات مع كبار السن داخل البلدة وخارجها، ومراجعة شخصيات وعلماء المنطقة الذين يعنون بأمر المخطوطات بغية الاطلاع عليها، أو إن أمكن تصويرها، ولهذا فصول وأحداث كثيرة أحتفظ بها.
وبقيت على هذا الحال أجمع وأعد لهذا البحث بهمة ونشاط، وقد أخذ مني ذلك وقتا طويلا وصعبا، وتحملت في سبيله المشقة والمعاناة، وجهدا نفسيا وماديا، حيث واجهتني صعوبات بالغة جدا، وبشكل غير طبيعي، سواء من خلال طبيعة العمل أو من بعض أهل البلدة، وأنا أعتبر ذلك طبيعيا لأي باحث مهما كان وفي أي مكان، لأنها سمة وظاهرة منتشرة بل متأصلة في المجتمعات .. مع الاسف الشديد