كان هذا الرجل الذي انطوت حياته في نهاية مغمورة لم يسمع بها إلا القليلون، أحد الرجال الذين قامت على أكتافهم إمبراطورية بريطانيا في الشرق العربي منذ نيف وأربعين عاماً، فكانت له صولات وجولات في ميادين السياسة والنفوذ، يلعب بمقدرات الشعوب والممالك، ويطيح بالعروش ليقيم على أنقاضها عروشاً أخرى، ويوزع صناديق المال والذهب، ويعقد المحالفات والمواثيق. ويجوب البوادي والأمصار، مستقلاً الطائرة حيناً، والباخرة أحياناً، وممتطياً صهوة الجواد أو سنام البعير زمناً، ليغذِّ السير بسيارته زمناً آخر، وهو في كل جولاته هه ورحلاته يعمل في خدمة بلاده وتحقيق مطامعها والحفاظ على مصالحها.
Share message here, إقرأ المزيد
عبدالله فيلبي - قطعة من تاريخ العرب الحديث