ابن تيمية عوالِم وليس عالَماً واحداً، عوالم دائرية متداخلة. هذه العوالم توالدت وتكاثرت وتفرعت وتطورت مع مراحل حياته،وهي عوالم متضادة متناقضة غريبة للغاية عن بعضها البعض ولا يجمعها جامع. على اليمين صورة المفتي الذي يشارك في تنفيذ أحكام الإعدام بدون أدنى ذكر لاستتابة عاثر الحظ، وعلى اليسار ثمة صورة للصوفي الأكبري الذي يقرر فناء النار ونهاية العذاب ويناقش أعمال القلوب ويصف وحدة الوجود والشهود والفناء عن شهود السِوى، وهو السياسي الذي يدخل بجرأة في صراع الأجنحة، وهو الفيلسوف الذي يقول بقِدم العالم، وهو المتكلم الذي ناقش كل الفرق والمقولات الفلسفية في العصر الوسيط. عوالم تعلمت أن تتعايش في عقل يكمن خلف النص.